السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
***هكذا يكون الأخ***
قصة مقتبسة من كتاب شوربة الدجاج..
استمتعت بها..
وكتبتها هنا..
لتعم الفائدة..
......
تلقى صديق لي يدعى باول سيارة هدية له من أخيه في العيد ..
وفي ليلة العيد خرج باول من مكتبه ..
وكان هناك ولد صغير فقير يسير حو السيارة الجديدة البراقة..
وهو معجب بها كثيرا..
فسأله الولد.."هل هذه سيارتك يا سيدي؟؟!"..
فأومأ باول برأسه وقال له:"أعطاها لي أخي هدية في يوم العيد"
فاندهش الولد كثيرا وقال له:"أتعني أن أخاك منحها اياك دون أن يبكلفك أية أموال؟كم أتمنى....."
وتردد الولد أن يكمل حديثه..
بالطبع علم باول بما كان سوف يتمناه الولد.,.فسوف يتمنى أن يكون له أخ كأخيه هذا.
ولكن ما قاله الولد كان كافيا ليذهل باول من رأسه حتى أخمص قدميه..
استكمل الصبي حديثه قائلا:"أتمنى لو أكون مثل هذا الأخ"..
نظر باول إلى الغلام في دهشة وتعجب,ثم استطرد قائلا:"هل تود أن تركب معي في سيارتي؟؟!!"..
أجابه الغلام:"نعم,أحب ذلك"..
وبعد مرور فتره وجيزة من ركوب السياره ,استدار الولد وعيناه تبرقان..
وقال لباول:"سيدي,هل تمانع اذا ما أوصلتني بهذه السيارة إلى منزلي؟؟!!".
فابتسم باول قليلا.واعتقد أنه علم ما يريد الصبي.
انه أراد أن يظهر لجيرانه أنه يمكن أنه يعود إلى منزله راكبا مثل هذه السيارة الكبيرة..
ولكن باول كان مخطئا في اعتقاده للمرة الثانية..
وطلب منه الولد طلبا قائلا:"هل يمكن أن تتوقف عند هاتين الدراجتين؟؟!!"..
ثم صعد الدرج ,,وبعد بضع لحظات سمع باول صوة الغلام وهو عائد,ولكنه لم يأت بسرعه.
فقد كان يحمل أخاه الأعرج الصغير .
وأجلسه على الدرجة السفلى,ثم عانقه وهو يشير إلى السيارة..
قال الغلام لأخيه:"ها هي يابدي,تماما كما وصفتها لك إن أخاه أهداه له في العيد ,ولم تكلفه أي شيء...وفي يوم ما سوف أحضر لك واحدة كهذه تماما.....وعندئذ سترى بنفسك كل الأشياء الجميلة في العيد,والتي أحاول أن أصفها لك"..
حمل باول الولد الصغير إلى المعقد الأمامي في سيارته,وصعد الأخ الأكبر ذو العينين إلى جانبه..
وبدأ هذا الثلاثي المرح في التجول بالسيارة أثناء أيام الإجازة..
والتي ستظل عالقة بالذهن إلى الأبد..
,,,,....,,,,,من كتاب شوربة الدجاج للحياة,,,,,,.......,,,,,